قال الباحثون في خطاب إلى رئيس تحرير دورية علم الفلك والفيزياء الفلكية إنهم لم يشاهدوا بشكل مباشر الكوكب الذي يدور حول نجم قزم يدعى جليسي 581 ولكن قياسات النجم تشير إلى أن الكوكب لا يزيد حجمه كثيرا عن كوكب الأرض.
وقال ستيفان أودري من مرصد جنيف في سويسرا الذي قاد الدراسة "هذا الكوكب ربما يكون أول كوكب صخري وفي الوقت ذاته به ماء وفي منطقة قرب النجم الموجود في مكان يمكن أن يوجد فيه الماء في صورته السائلة."
وأردف قائلا "قدرنا أن متوسط حرارة هذه الأرض العليا يترواح بين صفر و40 درجة مئوية لذلك فإن الماء يمكن أن يكون سائلا."
ورصد علماء الفلك نحو 200 كوكب خارج المجموعة الشمسية أغلبها عبارة عن كواكب غازية ضخمة مثل المشترى ولكن هذا الكوكب صغير.
وقال أودري في حديث هاتفي "من المفترض ان يكون نصف قطره 1.5 مرة فقط نصف قطر الأرض وتتوقع النماذج أن يكون الكوكب إما صخري مثل كوكبنا الأرض أو مغطى بالمحيطات."
ويبدو ان كتلته تماثل كتلة الأرض خمس مرات.
ويضم فريق الباحثين علماء يرجع إليهم الفضل في أول اكتشاف يلقى اعترافا على نطاق واسع لكوكب خارج المجموعة الشمسية عام 1995.
وتبحث فرق كثيرة من العلماء عن الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى. وهم يبحثون على وجه الخصوص عن الكواكب التي تشبه الأرض أي الكواكب التي يمكن أن يوجد بها حياة.
وهذا يعني العثور على الماء.
وقال اجزافيير ديلفوس عضو الفريق من جامعة جرينوبل بفرنسا في بيان "بسبب درجة حرارته وقربه النسبي سيكون هذا الكوكب على الأرجح هدفا مهما للغاية لرحلات الفضاء في المستقبل التي تخصص للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض."
والنجم جليسي 581 بين أقرب مئة نجم من الأرض فهو يبعد 20.5 سنة ضوئية فقط في مجموعة الميزان. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال عام وتعادل 9461 مليار كيلومتر أي نحو عشرة تريليونات كيلومتر.
وقال ديفيد بينيت من جامعة نوتر دام بولاية انديانا الامريكية الذي لم يشارك في البحث "هذه النجوم منخفضة الكتلة هي النجوم التي سنتمكن قربها من اكتشاف أول الكواكب في المنطقة التي يمكن أن تكون مأهولة."
وحذر بينيت من أن درجة الحرارة الحالية وحدها لا تعني أن الماء ما زال موجودا على الكوكب. وربما يكون الماء قد انتهى قبل عصور عندما كان النجم أكثر حرارة من الان.
ويستخدم فريق أودري طريقة تعرف باسم السرعة الشعاعية بالاستعانة بتليسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي في لا سيلا بشيلي.
ورصد نفس الفريق كوكبا أكبر يدور حول جليسي 581 بالفعل ويقول إن لديه أدلة قوية على أن هناك كوكبا ثالثا كتلته تعادل ثمانية أمثال كتلة كوكب الأرض.
وقد تتمكن بعثات في المستقبل أي خلال 20 أو 30 عاما من حجب ضوء النجم والتقاط صور للكواكب باستخدام مقياس الطيف. ويمكن أن يشير لون الضوء المنبعث من الكوكب إلى امكانية وجود ماء أو ربما قدر كبير من الحياة النباتية.