جبت الموضوع ده النهارضه ونقلته لكم للافاده..... ايهما اقوى العقل او الحب او الاثنين معا
ماعرفتش اجاوب ع السؤال قلت اعرضه جايز حد يعرف يجاوب عليه
في البداية يقال أن المنطق ينتهي حيث يبدأ الحب أو أن بداية الحب هي نهاية للعقل للدلالة على أن
العقل والحب أشبه باصطدام قطارين يسيران على قضبان واحده في ذات اللحظة باتجاه الآخر
بشكل عكسي ويخيل إلي أن الحب أحيانا يبدو وكأنه لا منطق له ، فالعشق لا منطق له خارج
الحماقات والجنون بل إنه كلما ازداد عشقنا ازدادت حماقاتنا ... ألم يقل " برنارد شو " : "
تعرف أنك عاشق عندما تبدأ في التصرف ضد مصلحتك الشخصية " وهذا الرأي الذي قاله
الأديب الإنجليزي والذي يربت برضا وحنان على كتف العاشق الحزين لتهدئة الألم يقودنا إلى
عبارة جميلة ودافئة للكاتب " مصطفى صادق الرافعي " والذي قال :" إذا صاحبت عاشقا فليس لك أن تبدأه كلما لقيته إلا بأحد سؤالين :
ما هي خرافتك اليوم ؟
أو ما هي حماقتك اليوم ؟
فالحب أعمى فعلا وهذا الاعتراف الذي يتلحف الورد والندى وينثر حبات اللؤلؤ على جسد الذنوب
ويرش القمر على الشرفات والحدائق والدروب لا يضير الحب ولا ينقص من قدره و شأنه بل إن
ألذ وأمتع وأجمل ما في الحب هو كونه أعمى ولو لم يكن الحب أعمى لغدا شيئا باهتا وذابلا
ومنطفئا ويروى عن الأديب والشاعر " بيرم التونسي " إنه وقع ذات يوم في حب فريد من نوعه
فلم تكن محبوبته إنسانه أو أي كائن حي إنها لم تكن أكثر من " قله " وتفاصيل هذه الحكاية الغريبة
أن بيرم التونسي أعتاد المرور يوميا من شارع بعينه فتسلل إلى قلبه وعقله أن هناك امرأة تتعمد
النظر إليه من خلف إحدى فتحات المشربية بأحد البيوت .. في البداية لم يصدق الرجل نفسه فتعمد
أن يمر في ذات الشارع أكثر من مره في اليوم الواحد وفي كل مره كانت عيناه تنقلان إلى قلبه
ذات الصورة .. حسناء تتستر بالمشربية لتملأ عينيها منه في غدوه ورواحه وبمرور الوقت أخذ
الشك يتحول إلى يقين إلى أن ظن الشاعر أنه بصدد تجربه عاطفيه جديدة ومثيرة وعاش الشاعر
بتجربته شهورا عده يمر من ذات الشارع فيلمح طيفها من خلال المشربية ويعود يكتب في هذه
المحبوبه المتخفية بعضا من أبيات الشعر وذات يوم في أثناء مروره المعتاد شاهد إحدى السيدات
ترفع الغطاء عن رأس المحبوبة التي نظم فيها أحلى الأشعار فلم تكن في الحقيقة سوى " قلة " ماء الشرب .
يا إلهي .. هل حقا الرجل كائن فقير في الحب ؟؟؟؟
وهل هذا وحده يبرر أن يهوى المرء امرأة في الوهم، وبالوهم، وللوهم ؟؟؟؟
استفهام يجتاح الجرح بأسراب من حمام وأحباب من غمام ..
لكن الحقيقة التي تفرد عضلاتها في القلب أن الإنسان متى ما أحب فإنه لا يرى الحياة والناس
وذاته من خلال رؤية موضوعية بل من خلال رؤية أحادية ضيقة وضبابية وقصيرة ولذلك يقول
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " الحب يعمي ويصم " وهو هنا ليس أعمى فقط بل وأيضا لا
يسمع أي ليس للحب مجال للإقناع والمحاورة متى ما تمكن من القلب والروح لأننا في الحقيقة لا
نحب أشخاصا لحقيقيتهم وإنما نحب فقط أولئك الذين صنعناهم في قلوبنا وأذهاننا ولذلك فإن الحب
مسألة اعتبارية فنحن لا نحب أشخاصا لحقيقيتهم ووجودهم بل نحب فقط أولئك الذين أوجدنا
صورتهم في قلوبنا وخيالنا وأحلامنا فالجمال يكمن في عين الناظر إليه وليس في ذات الجمال ..
وللأديب الفرنسي " هنري بارييس " قصه جميلة بعنوان " الجحيم " تحكي قصة شخص ينظر من ثقب في أعلى الجدار ورؤيته على الجدار تتكون وتتبلور من خلال هذا الثقب الصغير والمحدود الذي يظهر أمامه فقط والحياة كما تقول القصة هي كالجدار الكبير وكل إنسان ينظر للحياة وللناس ولذاته من خلال ثقب هذا الجدار سواء كان صغيرا أم كبيرا واسعا أم ضيقا .
فالنجوم البعيدة في السماء تبدو لنا جميلة ولامعة وشاعرية لكننا إذا اقتربنا منها أدركنا أنها كتل
من الغازات شديدة الحرارة ويقتلنا لهيبها وأنها خالية من كل ما يرسم لنا الجمال والدلال .. وكذلك
أشياء كثيرة في الحياة وعلى قمتها الحب يصورها لنا خيال الحرمان أنها واحة شاعرية من
السعادة فإذا إقتربنا منها أدركنا أنها لم تكن سوى نار حارقة تلسعنا بليهب الندم والألم والتعاسة
وهذا ما يحدث تماما في الحب ولا سيما حب البدايات والمراهقة رغم انه يظل هو أعذب الحب
لأنه الأصدق والأعمق والأقرب .